سابقاً، اختيار نوع المعالج، كان يعتمد على سرعته فقط، ولكن اليوم توجد أنواع عديدة من معالجات الحواسيب الشخصية، لكل منها مواصفات تختلف عن الآخر، وأصبح المقياس لا يعتمد فقط على سرعة المعالج، مما يجعل قرار اختيارك للحاسب الشخصي صعباً بعض الشيء، سأتناول في هذا الموضوع الفروقات بين بعض الأنواع المختلفة لمعالجات الحواسيب الشخصية المتوفرة اليوم، بشيء من التفصيل.
قبل الخوض في هذا الموضوع، علينا أن نعرف أولاً بعض المصطلحات المتعلقة: سرعة المعالج (Clock Speed), عدد الأنوية (Cores), الذاكرة الداخلية (Cache), وسرعة الناقل الأمامي (FSB).
سرعة المعالج أو الـ (Clock Speed) مصطلح معروف للكل وليس فيه أي شيء من التعقيد تقريباً، وتقاس السرعة بالجيجاهيرتز “GHz”، فعندما نقول أن سرعة معالج هي 1 جيجاهيرتز فهذا يعني أنه يستطيع إنجاز مليار عملية في الثانية الواحدة، حيث كانت سرعة المعالج هي معيار المقارنة سابقاً.
عدد الأنوية (Cores) هو ببساطة عدد المعالجات التي يحتويها المعالج نفسه! نعم فوحدات المعالجة المركزية اليوم تتكون في الحقيقة من أكثر من معالج واحد، يترواح عددها ما بين اثنين “Dual” و أربعة “Quad” و ستة “Hexa”، و ثمانية “Octa” وقد تصل إلى عشرة أنوية في معالجات الخوادم .. هنا الحديث عن سرعة المعالج الكلية فيه شيء من التعقيد والإسهاب لن أخوض فيه الآن، ولكن باختصار، إذا كان لدينا معالج ثنائي النواة “Dual Core” بسرعة 2.5Ghz وآخر رباعي الأنوية “Quad Core” بنفس السرعة، فالمعالج الثاني سيكون -بالطبع- أفضل أداءً من الأول.
الذاكرة الداخلية للمعالج (Cache) هي ذاكرة ذات حجم صغير تستخدم لتسريع تبادل البيانات بين المعالج وذاكرة الوصول العشوائي RAM، وبالطبع، كلما زاد حجم هذه الذاكرة، زادت كفاءة المعالج .. فيما يتعلق بالمعالجات عديدة الأنوية، فهذه الذاكرة يمكن أن تتشاركها جميع أنوية المعالج، أو أن يكون لكل نواة ذاكرة خاصة بها.
أما سرعة الناقل الأمامي (Front Side Bus) -اختصاراً FSB- فهي تمثل سرعة ممر البيانات ما بين المعالج والذاكرة الرئيسية RAM، و تقاس غالباً بالميجاهيرتز “MHz”، وكلما زادت سرعة الناقل زادت كفاءة المعالج.
نأتي الآن إذن للحديث عن أنواع المعالجات، ويجدر الإشارة هنا إلى أن معالجات Intel و AMD هي الأكثر شيوعاً، وسأتناول هنا معالجات إنتل، حيث سأقتصر الحديث في هذا المقال ككل، على معالجات الجيل الرابع والثالث للحواسيب المحمولة فقط، كونها الأكثر شيوعاً والمتوفرة اليوم في أجهزة الحواسيب المحمولة.
أكثر ما نسمع عنه، هو معالجات Intel Core i3 و Intel Core i5 و Intel Core i7، بالمقارنة الأولية، فإن i7 هو الأفضل يليه i5 وأخيراً i3.
معالجات الجيل الرابع من إنتل 4th Generation:-
[clear]
وتعرف رمزياً باسم Haswell، أعلنت عنها إنتل في معرض كومبيوتكس، عام 2013 الماضي، وتمتاز بخاصية الاقتصاد في الطاقة، والتي تظهر بشكل واضح في الحواسيب المحمولة الجديدة، مما يحسن عمر البطارية بشكل كبير، هذا بالإضافة إلى دعمها لشاشات 4K.
وتضم معالجات Intel Core i3 و Intel Core i5 و Intel Core i7، ونستطيع تمييز معالجات الجيل الرابع من بقية الأجيال بالنظر إلى العلامة المميزة لها، كما في الصورة أعلاه، أما عن سرعة المعالج وبقية المواصفات التقنية، فيتم تمييزها من رقم الموديل.
لنأخذ -على سبيل المثال- معالج Intel Core i7-4900MQ processor المخصص للحواسيب المحمولة ..
ما يهم أكثر هنا هو الحروف والأرقام الخضراء .. فهي التي تمثل مؤشراً لمواصفات المعالج التقنية، عدد الأنوية، واستهلاك الطاقة والآداء..إلخ.
فالحرف Q يمثل هنا عدد الأنوية، وهو أربعة في هذه الحالة، في حين أن الحرف M يمثل خط الإنتاج .. عموماً, وجود خانتين يعني أن المعالج رباعي الأنوية، في حين أن خانة واحدة تعني أن المعالج ثنائي الأنوية، هذا بالنسبة لمعالجات هذا الجيل في الحواسيب المحمولة.
المثال التالي يوضح أكثر..
أما فيما يخص الأرقام، فهي تدل على جيل المعالج وسرعته وحجم ذاكرة الكاش، حيث أن الرقم الأول يمثل جيل المعالج (هنا الجيل الرابع) .. والأرقام الأخرى مؤشر لبقية المواصفات، وفي معظم الحالات، كلما كان الرقم أكبر، كان المعالج أفضل.
معالجات الجيل الثاث 3rd Generation:-
[clear]
تعرف رمزياً باسم Ivy Bridge، وتضم أيضاً معالجات Intel Core i3 و Intel Core i5 و Intel Core i7، ونستطيع تمييز مواصفاتها أيضاً بنفس الطريقة السابقة، كما في أمثلة الجدول أدناه..
عموماً، يمكننا التمييز بين معالجات الجيل الثاني والثالث والرابع مباشرة من الأرقام الخضراء الأولى في موديل المعالج، مثلاً إذا كانت تبدأ بـ 4 فالمعالج من الجيل الرابع، (مثل المثال في الأعلى)، وإذا كانت تبدأ بـ 3 فالمعالج من الجيل الثاث، بنفس الطريقة معالجات الجيل الثاني، تبدأ بالرقم 2، .. وهكذا .. حيث أن علامة الجيل الثاني والجيل الثالث هي نفسها ولا تختلف في الجيلين، لذلك نميز بينهما من رقم الموديل.
أريد أن أنوه أخيراً إلى أن هذه المعلومات ستفيدك فقط إذا كنت مقبلاً على شراء حاسوب محمول، أما في حالة كنت بصدد اقتناء جهاز سطح مكتب، فالأمر يختلف قليلاً هنا، وسأتطرق لمعالجات الحواسيب المكتبية في مقال آخر إن شاء الله :).
